مسار محمية وادي قانا
مسار سهلي عبر وادي قانا الشهير،شرق قرية كفر ثلث.
الأقاليم والنظم البيئية: إقليم البحر المتوسط
جولة عبر المسار:
يبدا المسار من شرقي قرية كفر ثلث على بُعد 2.5 كم من مركز القرية (السفوح الشرقية للقرية) المطلة على محميّة وادي قانا، يبدأ الزائر بنزول السفح وصولاً إلى نهاية المسار غرباً. يعتبر وادي قانا محميّة طبيعية تمتد في المنطقة المتوسطة بين محافظتي سلفيت وقلقيلية، وتبلغ مساحتها حوالي 10,000 دونماً. تقع معظم هذه المحميّة في أراضي قرية دير استيا، واجزاءاً منها تقع في أراضي قريتي قراوة بني حسّان وجينصافوط. تمتاز هذه المحميّة بالخضرة والجمال على امتداد البصر، وأشجارها الوارفة باسقة نحو السماء، وزهورها تتمايل مع نسائم نيسان وأيّار. كما وتعتبر المحميّة جزء من الحوض المائي الغربي، والتي تصل مياهه الجوفية إلى السطح بشكل طبيعي، فتظهر على شكل برك أو سيول أو بقع مائية على طول الوادي، كما تتفجر في نقاط معينة على شكل ينابيع تروي أشكال الحياة كافة في المنطقة من حيوانات ونباتات وإنسان، وفي نهاية سفح الجبل تقع خربة كفر قرع التي يمكن للزائر زيارتها والتعرف على آثارها الباقية إلى اليوم.
يتجه الزائر شرقاً في قلب الوادي، ويكون محاطاً بالنباتات والأشجار الطبيعية، وبيارات الحمضيات، مروراً بالخرب الأثرية وتشكيلة واسعة من معالمها. ويمكن للزائر أن يتوقف في عدة محطات خال هذا المسار للاستراحة بالقرب من عيون المياه دائمة الجريان، كعين الحية، وعين المعاصر، والجوزة، والفوار، والبصة وغيرها. وهذه الإستراحات قرب عيون الماء ستكون كفيلة بتزويد الزائر بالراحة والقوة للاستمرار. ويستمر الزائر في طريق سهلة قرب عين الحفيرة، ولا بد أن يرى الحيوانات المدجّنة والرعاة بالقرب منها، ويتوقف الزائر أيضاً بالقرب من عين التنور في نهاية الثلث الأول من المسار تقريباَ، وهي عين شهيرة غنية بالمياه، وهنا يمكن رؤية بعض أشكال الحياة المائية، والطيور حول البركة وفي محيطها. يُكملُ الزائر شرقا ليصل إلى خربة قانا، والتي سُميَّ الوادي
باسمها، في هذه المنطقة يستطيع الزائر تخيل أشكال الحياة القديمة التي سكنت الوادي وتركت آثارها في هذه البقعة. يستمر المسير في مسار ملتف تارة شمالاً وتارة جنوباً، وفي كل التفاف يمر به الزائر تتراءى له أنواع مختلفة من الأشجار الطبيعية، والنباتات البرية والطيور والحيوانات، ماراً بعين البصة ومن ثم عين الجوزة، وينتهي المسار بالقرب من الطريق العام شرقاً، حيث يمكنه المغادرة أو التوجه جنوباً لزيارة قرية دير استيا. ويوجد في الوادي أحد عشر عين ماء تتوزع في جنباته، وهي مهددة بالجفاف لقيام الاحتال بسحب مياهها لأغراض الاستيطان المتوغلة على الوادي من الاتجاهات كافة.
أماكن قريبة:
قرية دير إستيا
ويعتقد بأن كلمة إستيا قد جاءت من كلمة «إستا » السريانية بمعنى الحائط. وقد ذكرت في الانس الجليل بأن دير إسطيا (بالطاء) هي من قرى نابلس، وأوقفها السلطان برقوق على الحرم الإبراهيمي الشريف. وتعتبر قرية دير إستيا من القرى المشهورة بزراعة أشجار الزيتون، وبجمال حقولها على مدار السنة، بالإضافة إلى دور مشايخها خال الفترة العثمانية، حيث تعتبر إحدى قرى الكراسي. يوجد في نواتها التاريخية نسيج معماري تقليدي متماسك وكثيف مقسم بواسطة أزقة إلى أحواش،. ويعتبر قصر أبو حجلة عقدة التاج لهذه البيوت، لما له من قيم تاريخية، وفنية، ومعمارية، وسياسية، والذي يعود إلى بداية الفترة العثمانية المتأخرة، ويتكون من ثلاثة طوابق تحتوي على سجن ومشنقة؛ وكان بادئ الأمر مقراً للحاكم العثماني، ومن ثم سكنته عائلة آل قاسم، ومع بداية القرن العشرين اشترته عائلة أبو حجلة. أجريت العديد من مشاريع الصيانة والترميم على الأبنية التقليدية (بما فيها القصر)، وبها ازدادت بهاءاً وجمالاً، وغدت أكثر استقطابا مشهد من محمية وادي قانا للزوار المحليين والأجانب، وأصبحت تعج بالناس لياً ونهاراً لان
عدداً من المؤسسات المجتمعية والأهلية المحلية اتخذت من بيوتها التقليدية مقرات لها. وبالإضافة إلى العمائر التقليدية المشار اليها أعاه، فانه يمكن الزائر الاستمتاع بمشاهدة البقايا الأثرية في خربة طفسة الواقعة إلى الشمال الشرقي من القرية، وتحتوي أنقاض هذه الخربة على عقود، وبقايا مسجد، ومعصرة نبيذ، وآبار لتجميع المياه الشتوية، وأساسات بيوت قديمة، ومدافن محفورة في الصخر.
تقع قرية كفر ثلث على مرتفع منبسط إلى الجنوب الشرقي من مدينة قلقيلية، وقد شجّع موقعها الجغرافي باطلالة واسعة على المحيط الجغرافي القريب على السكن فيها منذ الفترة الكنعانية (العصر البرونزي)، واطلقوا على تجمعهم السكني آنذاك اسم بعل شليشة، أي بعل الثالث، وهو أحد الالهة الكنعانية. يوجد في كفر ثلث، مغارة الجمل في الشرق، والكثير من الخرب الأثرية المنتشرة في جنباتها، وهي الاشقر، والمدور، وسلمان،
تقع قرية دير إستيا على مسافة 25 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس، وترتفع حوالي 430 م عن مستوى سطح البحر. والشيخ ابراهيم، والضبعة، ورأس عطية، ورأس طيرة، وخريش، والتي يشاهد فيها اساسات جدران لبيوت سكنية من مختلف العصور، ومدافن رومانية وبيزنطية محفورة في الصخر على شكل غرف متباينة المساحة، وصهاريج مياه محفورة في الصخر الطبيعي.
التنوع الحيوي:
تنتشر في الوادي عبر المسار نباتات متنوعة، منها الميرمية، والزعتر البري، والزعمطوط، واللوف، واللسينة وغيرها، كما ينتشر فيه البطم، والقطلب، والقندول، والبلوط، والعبهر، القيقب، والسويد الفلسطيني، والخروب، والزيتون البري، والقندول، ونبات السعد وغيرها من النباتات الأخرى. يحوم حول الوادي أنواعاً متعددة من الطيور، فهو يعد ممراً ومستقراً هاماً لها، ومنها العويسق، والسمامة، والوروار، وعصفور الشمس الفلسطيني، والحجل، والعقاب وغيرها، كما وترى دجاجة الماء، ومرعة الماء، وبلشون الذهبي، والسمنة المغردة، وأزرق الزور، والهزاز الشائع، وصياد السمك الشائع، ورفراف ابيض الصدر، وأبو قلنسوة في مناطق البرك. ويمكن رؤية أنواع مختلفة من الثدييات، مثل الخنزير البري، وغرير العسل، والنيص، والنمس المصري، وخفاش الفواكه، والثعلب الأحمر، والوبر الصخري وغيرها
©حقوق الصور محفوظة لموقع محميات