مسار دير غسانة-صريدا، عبر محمية وادي الزرقاء العلوي
وصف المسار: عبر وادي صريدا، مروراً بمحمية وادي الزرقا العلوي.
الأقاليم والنظم البيئية: إقليم البحر المتوسط
جولة عبر المسار:
يبدأ المسار من قرية دير غسانة الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، ويكون التجمع في مقام الخواص بقبتيه الحمراوين الواقع إلى شمال غرب القرية، ويرتفع حوالي 540 م عن مستوى سطح البحر، ومنطقة مقام الخواص ذات اطلالة جميلة إلى الغرب الشمالي. على بعد حوالي 2,5 كم هوائي، تلوح القبة الزرقاء لمقام المجدوب، وبين هذين المقامين )الخواص والمجدوب( يوجد مقام الرفاعي. وهذه المقامات الثلاثة صوفية، اعتزل بها الأولياء ممن سكنها للعبادة، وسط طبيعة خلاّبة لا زالت إلى اليوم بعيدة عن ضجيج الحداثة والتمدن، وهي مقامات كانت محجاً للمريدين وأصحاب الحاجات. يصل الزائر إلى مقام المجدوب على بعد 1كم تقريباً غرباً، ثم يمر بمقام الرفاعي وبقاياه، مطاً على وادي صريدا شمالاً، ويمكن الحصول أيضاً على استراحة بالقرب من هذا المقام وطبيعته المميزة، يليها نزول الزائر تدريجياً نحو وادي صريدا، فيهبط من مستوى 500 م تقريباً عن مستوى سطح البحر إلى حوالي 200 م في مسافة لا تتجاوز 1 كم.
خال النزول على هذا السفح، يمرُّ الزائر بمنطقة البيدر، والتي كان المزارعون يجمعون فيها القمح وباقي المحاصيل الشتوية خال مواسم الحصاد لدرسها باستخدام الوسائل التقليدية؛ بسبب طبيعتها الصخرية المناسبة لهذا الغرض. يمكن للزائر التمتع بجمال وادي صريدا، والذي يعتبر جزءاً من محميّة وادي الزرقاء العلوي، وامتداده غرباً حتى مشارف اللبن الغربي، وقد يرى تجمع مياه الأمطار في السيل حسب موسم الأمطار، ويتكون السيل من حصى حجرية بيضاء، ويصل عرضه إلى حوالي ثلاثة أمتار، ويأخذ مجراه نحو البحر الأبيض المتوسط غرباً، ويلتقي في ضفته الجنوبية وادي عابود الشهير وعين الزرقاء.
في منتصف المسار تقريباَ، يستوقف الزائر خربة الدوير وبعض المضارب البدوية، ويتوقف للحصول على استراحة في وادي تكسوه الأعشاب البرية، وتطير فيه أنواع مختلفة من الفراشات، ويميز هذه الاستراحة صوت الطيور المغردة، الذي سيرافق الزائر على طول المسار.
يستمر الزائر غرباً في أحضان وادي صريدا، وعن يساره جنوباً آثار باقية لخربة عثمان، وعن يمينه جبال شاهقة تحتوي كهوفاً أثرية غاية في الجمال. كما تتواجد فيه آبار قديمة يمد منها البدو في المنطقة أنابيب الماء لتلبية إحتياجاتهم الدائمة. مدخل السباط/ دير غسانة بالقرب من بئر صريدا يتوقف الزائر في محطة لمراقبة الطيور المقيمة، وللتمتع بأنقاض خربة بلاطة الممتدة على السفح الجنوبي، والتي تشير شجيرات الصبراليها. يستمر الزائر عبر الوادي ثم ينتقل إلى سفح الجبل الغربي، الذي يفصل المنطقة عن قرية اللبن الغربي، وهنا يمكن الاستمرارشمالاً عبر الوادي إلى قرية دير بلوط، وعيونها، وكهوفها، أو الاستدارة جنوباً نحو عابود عبر وادي الليمون.
أماكن قريبة:
قرية دير غسانة
اسم القرية منسوب للغساسنة، وقيل أن بها دير باسم دير الغساسنة، أو أنهم سكنوا المكان فسمي باسمهم ويعود تاريخها للعصر الكنعاني. تعكس القرية حقبة قرى الكراسي التي ظهرت في مناطق الجبال الوسطى من فلسطين خال الفترة العثمانية، وفيها طراز معماري من الأبنية السكنية والإداريّة الدالة على الثراء والسلطة والجاه، ومقامات عدة، كمقام المجدوب والرفاعي والخواص ومقام خالد وعبد الله وعصفور، وتحمل الذاكرة الشعبية حكايات عن أحياء المناسبات الدينية، وإشعال الشموع وزيارة المقامات والأضرحة، وتنتشر حول القرية الخرب الأثرية القديمة، كخربة القلع، والدوير، والبلاطة وغيرها. القرية ذات طبيعة خلابة، وتطل شمالاً وغرباً على أفق مفتوح، وتمتاز بوجود نواة القرية القديمة الماثلة بمهابة حتى اليوم، والتي تم إعادة صيانتها وترميمها واستخدامها لتلبية أغراض مدنيّة مختلفة، فهي جميلة التخطيط والتوزيع المكاني وتستحق الزيارة والاستكشاف.
التنوع الحيوي:
تنتشر في المحميّة وعبر المسار نباتات متنوعة منها الميرمية، وزعتر الباط، والزعمطوط، واللوف وغيرها، كما ينتشر النبق، والقطلب، والقندول، والنتش، والبوصير الجليلي، والبوص عريض الأوراق بالإضافة إلى الورد الفينيقي، والكتانية ثلاثية الأوراق. إضافة إلى أشجار البلوط والملول والسريس وأشجار الزيتون في الوادي واشجار الخروب والزعرور والبطم الفلسطيني والسويد الفلسطيني.
تعتبر المحميّة ممراً هاما للطيور ويشاهد فيها ويحوم حولها أنواعاً متعددة من الطيور، ومنها: العوسق، وأبو الحناء، والسمامة، والوروار، وعصفور الشمس الفلسطيني، والحجل الجبلي، والعقاب، وغيرها. ويمكن رؤية أنواع مختلفة من الثدييات، مثل غزال الجبل، وغرير العسل، والوبر الصخري، والخنزير البري وغيرها.
©حقوق الصور محفوظة لموقع محميات