مسار البلدة القديمة الخليل
وصف المسار: عبر مدينة الخليل في البلدة القديمة ومعالمها المختلفة.
جولة عبر المسار:
يبدأ هذا المسار في البلدة القديمة التي سجلت في قائمة التراث العالمي عام 2017 م عند معصرة النتشة، (وهي معصرة زيتون يعود تاريخها الى ما قبل 200 سنة تقريبا في الفترة العثمانية)، تم ترميمها وتحويلها إلى متحف يشرح تاريخ صناعة استخراج زيت الزيتون من خال وجود البدّ الحجري القديم، وتعتبر معلماً مميزاً في البلدة القديمة، ومقدمة لشرح طريقة الحياة القديمة في البلدة. يتوجه الزائر إلى زاوية الشبلي في حارة السواكنة، (وتنسب هذه الزاوية إلى أبي بكر الشبلي، وهو خراساني الأصل عاش في بغداد)،و فيها مقامه وضريح تلميذه الشيخ الترعاني عند المدخل الرئيس، ويوجد فيه مصلى صغير وغرف متعددة وساحة سماوية مكشوفة.
يستكمل المسار نحو معصرة شجرة الدر، أو معصرة عبد النبي النتشة، شُيِّدت المعصرة في أوائل القرن العشرين خال الفترة العثمانيَّة المتأخرة، وأضيف إليها مطحنة حبوب في عام 1925 م. استمرت في العمل حتى بداية السبعينيات من القرن الماضي، ودلَّت البقايا واللُّقى الأثريَّة التي عثر عليها في الموقع على وجود بد زيتون يعود إلى الفترة العثمانيَّة. وفي فترة الانتداب البريطاني طُوِّر المبنى كمنشأة صناعيَّة ضمَّت معصرة زيت زيتون ميكانيكيَّة، ومطحنة حبوب استُخدمت حتى مطلع سبعينيات القرن الماضي. وتوثق هذه المنشأة مرحلة مهمة من مراحل تطور التكنولوجيا في عصر زيت الزيتون وطحن الحبوب في الخليل من الأسلوب التقليديّ القديم، والذي كان يدار يدويًّا بقوة الإنسان أو باستخدام قوة الدواب، إلى المعاصر والمطاحن الميكانيكيَّة الحديثة.
ثم يتوجه الزائر إلى مصنع السيراميك والفخار، وهو أحد أقدم الحرف اليدوية التقليدية في الخليل، وكون المدينة تمتاز بالحرف اليدوية المختلفة، كالفخار الذي يمرالمسار بأحد مصانعه، إضافة إلى صناعة الزجاج، والخزف، والدباغة، والغزل، والنسيج وغيرها؛ فقد تم الإعان عن الخليل أنها مدينة حرفية عالمية في العام 2016 م. يستمر المسار إلى زاوية الزاهد (وهي زاوية صوفية تضم مقام الشيخ عيسى الزاهد في الحي المعروف باسمه، ويقع في الجانب الشرقي من حارة السواكنة في البلدة القديمة، ويقوم عليها مسجد صغير وفي داخله ضريح الشيخ، ويعود البناء إلى بداية الفترة العثمانية).
ثم يتجه المسار إلى ساحة البلدية القديمة وعبر سوق القصبة، الذي يعتبر السوق الرئيس في البلدة القديمة إلى ساحة القزازين والتي تحتوي مسجدي القزازين القديم والجديد وتتوسطه قهوة بدران، التي تعتبر أول مقهى عام في المدينة ولا يقتصرهذا المقهى على كونه مكاناً للمشروبات الساخنة وللراحة، بل هو أيضاً مكان لتجمع الناس والمثقفين للتحادث وتبادل الأفكار والآراء، وعادة ما يجتمع فيه لفيف من المثقفين لمناقشة الأوضاع السياسية والمحلية والعالمية. ويواصل الزائر مسيره إلى حارة القزازين، لزيارة معصرة اقنيبي، التي تعود للعصر المملوكي، وكانت تستخدم لعصر ثمار الزيتون ثم تحولت في فترة لاحقة لعصر السمسم، ومن مرافقها الأحواض الحجرية، والفرن وغرفة التخزين التي ما زالت ماثلة حتى اليوم ويمكن زيارتها فهي شاهد على عراقة المكان. ويستمر الزائر إلى أن يصل حمام إبراهيم الخليل، الذي يقع في حارة بني دار، وفيه يحصل الزائر على استراحة في مركز الزوار، وبذلك يتعرف إلى أحد أقدم حمامات فلسطين، والذي يعود للفترة المملوكية، ويكمل المسار نحو مصنع أرض كنعان للزجاج التقليدي، حيث تصنيع قطع الزجاج المميزة بطرق تقليدية وبلمسات فنية .
ويمكن للزائر أن يستريح في حديقة الصداقة، القريبة من الحرم الابراهيمي، وفيها مقاعد وأشجار وساحات للتنزه والاستراحة، وتوجد بعض الأكشاك والمطاعم لخدمة الزوار. وينتهي المسار في الحرم الإبراهيمي الشريف، الذي يضم قبر سيدنا إبراهيم (عليه السلام) وزوجته سارة وولديه وزوجتيهما، والمسجد بناء كبير مستطيل الشكل، له جدران خارجية ضخمة بنيت من حجارة مقطوعة كبيرة، وفيه مئذنتان وله مداخل عديدة، ويضم بين الأسوار مسجداً جامعاً وصحناً مكشوفاً وأروقة وغرفاً وممرات وقباب، وقبو أرضي يسمى الغار، فيه قبور الأنبياء إبراهيم ويعقوب وإسحق ويوسف وزوجاتهم -عليهم السام جميعا.
ويمكن زيارة بقايا شجرة بلوط (وهي اليوم ميتة) على مرتفع يطلق عليه «جبل الجلدة » في محيط كنيسة المسكوبية ، والذي يطل على مركز مدينة الخليل، وهي شجرة معمرة، حيث تذكر بعض الروايات أنَّ الملائكة ظهرت لإبراهيم عليه السام في هذه البقعة حين بشرته بابنه إسحق، إلا أنَّ الرواية التقليدية تربط هذا الحدث بحرم الرامة.
أماكن قريبة:
قرية بني نعيم
تقع على بعد 7كم إلى الشرق من مدينة الخليل، وتمثل الحافة الشرقية لهضبة الخليل، ويصل ارتفاعها إلى 870 م عن مستوى سطح البحر، وتشتهر ببساتين العنب حولها، وتمتاز بطبيعة شبه صحراوية شرقاً، وفيها البلدة القديمة، ويحيي أهلها طقوساً توارثوها عن الآباء والأجداد؛ بسبب احتوائها على بعض المقامات وخاصة مقام ومسجد النبي لوط وسط البلدة، ومقام اليقين شمال غربها، وخربة القصر إلى الشرق منها. حيث ينتقل الرعاة مع مواشيهم شرق القرية والتي تعرف بمنطقة المسافر، وتظل إقامتهم المؤقتة فيها حتى أوائل فصل الصيف. وبالنسبة لمقام اليقين فيقع في خربة اليقين التي تضم المقام وترتفع حوالي 900 م عن مستوى سطح البحر، وفي المسجد محراب واحد قيل أنه موضع سجود نبي الله ابراهيم حين وقع العذاب بقوم لوط كما في الرواية الشعبية، ويوجد
بالقرب من المقام مغارة ينزل إليها بدرج يقال أن فيها قبر فاطمة بنت الحسين بن علي.
التنوع الحيوي:
تعتبر مسافر بني نعيم جزءاً من أراضي محمية الكانوب، فتتميز بطبيعتها حيث تنمو في أراضيها نبات النتش، والمتنان، والصر النقطي. وتنمو فيه الأزهار البرية، مثل السوسن ، والنرجس، وذربوب أصفر، والسوس، والبلوط وغيرها. ويمكن رؤية أنواع مختلفة من الخفافيش، والذئب الرمادي، والوعل النوبي، والوشق، والضبع وغيرها. وتتواجد في المنطقة طيور مقيمة ومهاجرة، حيث تشاهد الرخمة المصرية، والنسر الأسمر، وطائر الحباري، والسمامة الصغيرة، والوروار، والعقاب والأرقط الحزين وغيرها.
©حقوق الصور محفوظة لموقع محميات