مسار محمية دير رازح
وصف المسار: المسار الجبلي عبر محمية دير رازح.
الأقاليم والنظم البيئية :إقليم البحر المتوسط
جولة عبر المسار:
يبدأ المسار من غرب قرية دير رازح، بالقرب من الطريق الرئيسي الممتد عند بداية الوادي الفاصل بين قمتي دير رازح وحدب الفوار، ويقوم الزائر بالصعود التدريجي عبر طرق مهدتها خطوات كثيرة مرت بالمكان، وفي بداية هذا المسار يرى الزائر السفح الغربي تكسوه أشجار السرو، والصنوبر، ولا يخلو المشهد من أشجار أخرى أصيلة في حوض البحر الأبيض المتوسط، كالبلوط، والسويد، والخروب وغيرها. وعند الصعود نحو قمة المحمية جنوبا، والتي ترتفع حوالي 780 م عن مستوى سطح البحر من طرفها الجنوبي، ويشاهد الزائر إطلالتها البهية على كافة الاتجاهات وتكتسي المحمية اللون الأخضر في فصل الربيع. وعلى بُعد حوالي 1.5 كم يصل الزائر إلى خربة رازح.
تحتوي المنطقة على الآثار الماثلة فيها إلى اليوم مثل بقايا اعمدة، وآبار منحوتة في الصخر، وبقايا كنيسة قديمة، وحوض للماء كان يستعمل لسقاية الحيوانات، والكثير من الآثار المدفونة التي لم يتم فحصها والتعرف عليها بالكامل حتى اليوم. يرى الزائر في جولته، وبالقرب من الخربة التي تعد منطقة ملائمة لمشاهدة الطيور التي تمر منها، فيرى الطيور المقيمة كالدوري، وعصفور الشمس الفلسطيني، ويمكن رؤية الطيور الجارحة كالصقور، وعقاب العسل. يبدأ الزائر بالالتفاف شمالاً على قمة المحميّة، مطاً على سفوحها بكافة الاتجاهات، وفي منتصف المسار يستطيع الاستراحة بإطلالة نحو الشرق على التجمعات الفلسطينية، التي تفصل بينها وبين المسار وديان تحمل صفات المنطقة الطبيعية، وتغطيها الأعشاب والنباتات التابعة لمناخ البحر الأبيض المتوسط. يكمل الزائر طريقه شمالاً، متوجهاً غرباً رجوعاً عند حدود القمة الشمالية، بالقرب من نقطة الإلتفاف هذه، ويتوقف الزائر في أحد النقاط التي تعتبر مطلة مميزة للزائرين؛ وذلك بسبب إطلالتها شمالاً على امتدادات من الأودية والسهول والقمم، ويمكن الاستمتاع بهذا المشهد في مختلف أوقات النهار.
ويستمر المسار مطاً على السفوح الشمالية للمحمية بالاتجاه الغربي، لينتهي على بعد 3كم من بدايته في قرية دير رازح، التي هي المحطة النهائية للمسار، والتي من خلالها يتعرف الزائر على بلدتها القديمة بنسيجها المعماري المتماسك وآثارها المختلفة.
أماكن قريبة:
قرية دير رازح
يقال ان اسم القرية يعود إلى القديس رازح، الذي عاش هناك، وإليه تنسب القرية، وقد كان يقطن ديراً فيها، ويعود تاريخ القرية إلى عصور أقدمها يبدأ من العصر الكنعاني. وقد عرفت القرية في خمسينيات القرن الماضي ببابور الحجر(الطحين)، وهي مطحنة قديمة تقليدية كانت تستخدم للمنطقة وما حولها لطحن مختلف أنواع الحبوب، إلا أنها توقفت لوجود بدائل حديثة، ونتيجة سياسة التضييق الإسرائيلية على المنطقة، وإغاق مداخلها؛ مما جعل الدخول والخروج منها صعباً إلى حد ما، خاصة في انتفاضة الأقصى.
واليوم تعتبر الزراعة أحد مقومات القرية الحياتية، ويقوم السكان بتربية المواشي والأبقار والدواجن، وتشتهر القرية ببعض الآثار مثل: خربة الجرف، والتي تضم آثار كنيسة بيزنطية بأعمدتها المائلة على الأرض وبقايا جدرانها متباينة الارتفاع، وتعتبر القرية بأكملها خربة أثرية بها جدران، وصهاريج، ومغائر ومقابر منحوتة بالصخر.
التنوع الحيوي:
تنمو في جنبات المحمية وعبر المسار أشجار الخروب، والتين، والصنوبر الحلبي، والبطم، والسريس، والقطلب، والعبهر، والزعرور، والبلوط، وفيها نباتات اللبيدة الحمراء والبيضاء والفراسيون والسويد الفلسطيني والقندول. ويمكن مشاهدة الطيور المغردة والحوامة، مثل: الجشنة طويلة المنقار، والمرزة الباهتة، وعقاب أرقط كبير، والعقاب الملكي الشرقي، ويشاهد في المنطقة كذلك السحلية عديمة الأطراف والسلحفاة مهمازية الورك. وخفاش حذوة الحصان المتواجد في كهوف المحمية.