فلسطين بعيون الطبيعة_EQA

فلسطين، رغم صغر مساحتها مقارنة بغيرها من الدول الأخرى، الا أنها تزخر بكم هائل من التنوع الحيوي بكافة اشكاله، وهو ما اكتسبته نتيجة لموقعها المتميز؛ فالتباين الجغرافي والمناخي وتنوع الأنظمة البيئية انعكس إيجابيا على التراث الطبيعي الكبير للتنوع الحيوي من محميات طبيعية ومناطق ذات مشهد جمالي فريد، كما ان الوفرة في التنوع البيولوجي من الكائنات الحية من النباتات والحيوانات البرية والحياة البحرية كان له دور كبير في رفاه المجتمعات والانسان واستدامة مصادر العيش لهم.وكذلك جعلها محطة لملايين الطيور المهاجرة. اضافة لذلك تتميز فلسطين بغناها بالتراث الثقافي الحضاري نظرا لتعاقب الحضارات، مما حباها بتلك الكنوز الثقافية العديدة كالمقامات والمساجد والكنائس والأديرة وغيرها من المعالم التي تعتبر ذات قيمة فريدة ومميزة على مستوى العالم.

وعلى الرغم من الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وما يمارسه من انتهاكات بحق الانسان الفلسطيني وبحق الطبيعة والموارد الطبيعية، فإننا نسعى الى أن نكون على خطى العالم أجمع في حماية بيئتنا بعناصرها المختلفة، واستدامة تراثنا الطبيعي.ونعمل على وقف فقدان التنوع البيولوجي بكافة عناصره، من خلال الإدارة المستدامة للمحميات الطبيعية وصيانتها وزيادة المساحات الخضراء وتنفيذ برامج الحفظ والصون والتأهيل للبيئات والموائل الطبيعية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض ومكافحة الأنواع الغريبة الغازية ومكافحة التصحر والتكيف مع التغيرات المناخية. ومشاركة المجتمع الدولي الجهود في حماية هذا الكوكب، وذلك من خال تنفيذ برامج خاصة لهذا الغرض، ومن خال الولوج الى الاتفاقيات الدولية البيئية المتعددة والالتزام بها، ومن خال تنفيذ ما يترتب علينا من التزامات لتحقيق التنمية المستدامة، رغم أن قناعتنا الراسخة تقول بأنه لا تنمية مع الاحتلال، وأنه يتوجب على المجتمع الدولي أن ينتصر للشعب الفلسطيني وحقوقه من خال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتمكينه من تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

يأتي هذا الدليل من أجل تسليط الضوء على الطبيعة والتنوع الحيوي بأشكاله في فلسطين، بطيورها وحيواناتها وأزهارها البرية واشجارها وشجيراتها، كما يعرض لبعض المحميات الطبيعية والاقاليم المناخية والنباتية المتعددة، كي يكون وسيلة من الوسائل التي تروج للسياحة البيئية الآخذة في الرواج في الأونة الأخيرة الى جانب السياحة الدينية والتاريخية والثقافية، حيث يأتي هذا التوجه تعزيزا لارتباط الانسان الفلسطيني بأرضه وتراثه الثقافي والطبيعي وحماية لهذا التراث الغني واستقطابا للسياح والزائرين والعلماء والباحثين والمهتمين القادمين الى فلسطين من شتى أنحاء العالم، مؤكدين على ما قاله الشاعر الفلسطيني محمود درويش “ على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.

عام 2019

م. عدالة الأتيرة

رئيس سلطة جودة البيئة

اللغة : الانجليزية و العربية