نحل الخشب
© All rights reserved by www.mahmiyat.ps
نحل الخشب او النحل النجار، والمعروف علميا باسم Xylocopa pubescens هي الفصيلة الأكثر شيوعا من بين العديد من فصائل نحل الخشب المكونة للنظام الأحيائي للنحل في فلسطين . الإناث عادة تحفر حفراً في الخشب الميت ، بواسطة فكها السفلي ، للبدء في بناء اعشاشها و من هنا جاء أسمها نحل الخشب . هذه الفصيلة هي بالأصل جاءت من أثيوبيا وهي موزعة بشكل كبير في فلسطين، وكذلك في حوض البحر الأبيض المتوسط ، و جنوب أسيا و شمال وغرب أفريقيا.
هذه فصيلة نحل لديها جسد كبير لإناثها وهي لامعة بلونها الأسود وصدرها مغطى بالكامل بشعيرات صفراء اللون. تمتلك لسعة مؤلمة ،بغض النظر عن كونها بكل تأكيد غير عدائية للبشر. الذكور أصغر حجماً ،وتتميز برأسها النحيل و شعيرات صفراء ذهبية تغطي كامل الجسد . بعكس الاناث ،فان الذكور لا يوجد لها زباني، مثل كل ذكور النحل ، والدبابير والنمل .
نحل الخشب تجمع حبوب اللقاح والرحيق من نباتات عدة (متعدد مصادر الجمع) ، حيث تزور أكثر من 60 فصيلة من النبات في فلسطين والمناطق الواسعة كلها مجتمعة ، حيث تجمع حبوب اللقاح والرحيق كمصدر للتغذية لنسلها أو تشرب الرحيق كمصدر للطاقة التي تحتاجها النحلة الناضجة . بالإضافة فهذه النحلات تحتاج الى 18درجة سيلسيوس كالحد الأدنى من درجة الحرارة البيئية لتقوم بعملية جمع المؤن. نظرا للطاقة المطلوبة لأجسامها الكبيرة .
من المثير للاهتمام، أن نحل الخشب فصيلة نحل غير اجتماعية (لا يوجد هناك ملكة في العش ولا مستعمرات كبيرة)، كذلك هي تستطيع تقديم سلوك شبه اجتماعي اعتمادا على الظروف البيئية. هذه الليونة، حيث ان كل من الأعشاش الانفرادية والاجتماعية تستطيع التعايش في نفس التجمع السكاني، هي صفة استثنائية لنحل الخشب، بين كل الفصائل من النوع Xylocopa حول العالم.هذا المستوى من التنظيم الاجتماعي لا يشكل مستعمرات كبيرة، مثل مستعمرات نحل العسل. وبدل ذلك، أفراد عش نحل الخشب قد تكون مشاركتها في العناية في العش والتكاثر اختيارية. حيث أن هناك أنثى واحدة مهيمنة وهي التي تضع البيض، مشابهة قليلا لملكة من المستعمرات الاجتماعية ، ولكن عوضا عن ذلك هي تقوم بقمع تكاثر العاملات باستخدام مواد كيميائية (فورمونات)قوية ، الأنثى المهيمنة لنحل الخشب تمنع كل النحلات الأخريات من وضع البيض من خلال جعلهن بعيدات من الوصول للخلايا الحاضنة .
كل عش يتم صناعته وإيجاده بواسطة أنثى واحدة، بين شهري آذار وتشرين الثاني.حيث انها تحفر حفراً في الخشب الميت ،مُشَكلِة قنوات قصيرة تنتهي بحجرات ، حيث سيتم وضع البيض ومصادر الطعام فيهن .مع أزدياد أعداد الذرية ، يكبر العش وبنات الأنثى المهيمنة أو الدخلاء الغرباء سوف يساعدون في إعالة العش ، من توفير الغذاء والحماية . الإناث العاملات يستطعن تكملة حفر قنواتهن الخاصة وجعلها قناة فرعية للقناة الأم، ولكنهم جميعهم يشتركن بالحجرة المشتركة نفسها التي تقود لمخرج العش. واحدة من الإناث أو أحد الدخلاء يمكنهم أخذ دور الأنثى المهيمنة وذلك بطردها بالقوة وبالتالي تصبح الأنثى المهيمنة التكاثرية. النحلة المخلوعة بعد ذلك سوف تحتل مهمة الحراسة أو سوف تترك العش وتحاول أيجاد عش آخر. في وقت لاحق، النحلة المخلوعة ستحاول التغلب على الأنثى المهيمنة لنفس العش مرة أخرى.
هناك جانب مثير للاستغراب لهذه الفصيلة وهي قدرتها البصرية والشمية في تمييز مكان عشها بعد رحلة جمع المؤن ، وهو أمر مهم حيويا من اجل عش مزود بالمؤن بشكل صحيح . هذه الخاصية مهمة بشكل خاص لأن اعشاش نحل الخشب غالبا ما توجد في تجمعات، مركزين الضوء على حاجتها للإناث لإيجاد عشها المخصص لها. إضافة على ذلك ، الإناث قادرة على تجنب زيارة نفس الزهرة مرة اخرى ،عن طريق وضع علامة من المواد الكيميائية على الزهرة. وعلى نفس المنوال، فهي تمتنع عن جمع المؤن من الزهرات، التي وسبق زارتها أفراد أخرى من نحل الخشب، وبذلك هي تمنع استهلاك طاقتها على غير فائدة.
كجزء من التفاعلات الطبيعية البيئية في الطبيعة ، نحل الخشب يجب عليه ان يتعامل مع المفترسين و المتطفلين. النمل (بشكل خاص Monomorium gracillimum)، النمل الأبيض والطيور (مثل نقار الخشب Dendrocopos syriacus) هؤلاء هم المفترسين الرئيسيين، والمهددين لعش هذا النحل ، عن طريق التغذي على خلاياها الحاضنة أو على النحلات الناضجة. وزيادة على ذلك، المتطفلات Coelopencyrtus spp ، حيث تستطيع وضع بيضها فوق يرقات النحل. العديد من اليرقات الخاصة بالمتطفل تفقس بعد حين من خلية نحلية واحدة وسوف تتغذى على اليرقات، قاتلة يرقة المضيف.