البومة البيضاء صديقة المزارع
مواصلة للجهود في حماية الطيور في الأراضي الفلسطينية وربطها بمفاهيم التنمية المستدامة، قمنا بحماية البومة البيضاء في غور الأردن من جهة الأراضي الفلسطينية، وهي أحد الطيور الجذابة في العالم فألوانها التي تبعث على الصفاء وشكلها الانسيابي في الهواء جعلها من طيور الجارحة الفتاكة الأكثر شهرة. ولا شك بأن القصص الكرتونية كهاري بوتر أو المتوارثة في الثقافة العربية قد لعبت دورا كبيرا في هذا الصدد فتارة نراها رمزا للحكمة وتارة نراها رمزا للخراب رغم خدمتها للإنسان، حيث تتغذى في الغالب على ما يقرب من 5000 من القوارض كلّ عام، بمعدَّل 15 فأرًا يوميًّا.
وتعتبر البومة البيضاء صديقة الفلاح فتواجدها يغنيه عن استخدام المبيدات الحشرية الَّتي تُلحق الضَّرر بالنِّظام البيئي وتساهم اقتصاديا من خلال إنتاج أفضل للمحاصيل من حيث الجودة والكمية حيث تعتبر بديلا بيولوجيا لمكافحة القوارض. ومن خلال دراسة أجريناها تبينا أن أعدادها تنقص في المنطقة. ولذلك قمنا بتنفيذ مشروع البومة البيضاء في عام 2019، حيث قرَّرنا البدء على حمايته من خلال تركيب صناديق للتعشيش في أراضي المزارعين والعمل على رفع الوعي بأهمية البومة للمزارعين والمجتمع المحلي لعدم قتلها بسبب ما يرتبط بها من أفكار متوارثة مثل التشاؤم برؤيتها وجلب للحظ السيئ.
وفي العام 2020 م تم الإعلان عن نجاح مشروع الحماية للبومة البيضاء بعد بدء موسم التعشيش للطائر في أواخر شهر شباط، وأصبح المشروع يتخذ منحى جديد من التجربة حيث وصلت نتائج أشغال الصناديق بالبومة إلى نسبة 70-60 % ومن خلال فحص الصناديق تم رصد العديد من الفئران التي تخزنها البومة في العش بعد صيدها.
وانعكس نجاح المشروع في تحقيق ثقافة المحافظة على البومة وعدم قتلها والابتعاد عن الموروث الشعبي اتجاهها، وتضمن المشروع تنظيم ورشات عمل لتبادل الخبرات بين المزارعين في منطقة الأغوار وإنشاء شبكة من المزارعين لصيانة الصناديق وتنظيم زيارات لفئات مختلفة من المجتمع لمواقع التعشيش التي أصبحت محطة تعليمية في جولات السياحة البيئية والتي تشكل هدفا أساسيا في تعزيز التوعية البيئية وتشجيع البحث العلمي.
وشكل المشروع لحماية البومة بأن تكون فلسطين متقدمة في حماية الطائر، من خلال إعادة تشغيل مشروع البومة البيضاء، بتمويل من مؤسسة هانس زايدل الألمانية، نظرا لعدم وجود نقطة انطلاق لمثل هذه المشاريع، خاصة التي تُعنى بالحماية الخاصة بالطيور ودراستها.