إنقاذ العقاب الذهبي... قصة نجاح مجتمعية
شكل إنقاذ طائر (العقاب الذهبي)، قصة نجاح مجتمعية شارك فيها المجتمع المحلي والجهات ذات العلاقة، فلم يكن إنقاذ روح لطائر يعاني الموت بل كان عمل توعوي وحماية للطيور في فلسطين لما يمثله الطائر من رمزية وطنية فلسطينية، فهو شعار السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها ومن الطيور الجارحة والنادرة جدا في الأراضي الفلسطينية وإعداده في انخفاض مستمر واختفت آثاره في مناطق عدة كغور الأردن وبرية القدس.
وسُجل الطائر في أكثر من موقع في مناطق غور الأردن ومطلات البحر الميت، ويتواجد بضعة أزواج من الطائر حاليا بسبب الاضطهاد البشري له وسرقة أعشاشه وصيده بالإضافة إلى نشاط الطائرات حول موقع التعشيش الذي يؤثر سلب على نجاح موسم التفريخ حيث يبني العقاب أعشاشه في المنحدرات والأماكن المرتفعة والجبال.
وفي العام 2019 م تلقى خبير الطيور أ. سائد الشوملي اتصالا هاتفيا من أحد المواطنين في قرية دوما جنوب نابلس، يتحدث عن مشاهدته لطائر كبير الحجم نائم بجانب جثة ماعز مسمومة تم وضعها من قبل المواطنين للقضاء على حيوان الضبع (المهدد لماشية المزارعين) وفق معتقداتهم.
وانطلق العمل لانقاذ الطائر من الموت المحقق، من خلال الوصول إلى موقع الطائر في الجبل، وبعد الكشف الأولي له تبين أنه قد تعرض للتسمم بطريقة غير مباشر، ويعاني من عدم القدرة على الحركة وفتح عينية ووصفت حالته آنذاك بالحرجة.
وبدأ الشوملي علاج الطائر من خلال حقنه بدواء الأتروبين 0.1 % في صدره بكمية 2 سم وزيت الزيتون في فمه، ونقله إلى متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي التابع لجامعة بيت لحم، وإخضاعه للعلاج بشكل تدريجي في غرفة منفردة وتزويده في اليوم الثاني ب 250 جراما من الكبد الطازج بالقوة بمساعدة متطوعين من المتحف.
وفي اليوم الثالث تلقى الطائر جرعة أخرى من الطعام مع قليل من الماء، وفي اليوم الرابع أصبحت حالته الصحية تتحسن وأصبح قادرا على الوقوف، إذ حاول الطيران والهروب رافضا الطعام ضاربا نفسه بالحديد والجدران.
ولأن للطائر روحا، أطلق مشروع محميات فلسطين، اسم (لين) على الطائر من أجل توثيق التجربة والاحتفال به وطنيا وتعزيز الوعي بأهمية حماية الطيور وانقاذها وتحقيق الرسالة الجماهيرية بأهمية العمل على إنعاش حياة الطيور والحيوانات البرية التي تتعرض للخطر والصيد الجائر.