حماية سمامة بيت لحم
في مجال الحماية البيئية و ربطها بمفاهيم التنمية المستدامة قمنا بتنفيذ مشروع لحماية طائر السمامة. حيث انطلقنا من بيت لحم في أكثر الأماكن قداسة بالنسبة للمسيحيين، من موقع كنيسة المهد و التي كانت لقرون عديدة بمثابة موقع تعشيش مثالي للطيور المهاجرة التي تسمى السمامة ، فقد استخدمت اعداد كبيرة منها الصدوع و الشقوق الموجودة في الجدار الخارجي للكنيسة للتعشيش ، حيث تعود إليها في نفس اليوم تقريبًا من كل عام ! هذه الطيور مميزة جدًا ، فهي تأكل وتشرب وتتزاوج أثناء الطيران ، ويأكل زوج منها 10000 حشرة يوميًا ، مما يوفر خدمة بيئية وصحية للإنسان بدلاً من استخدام المبيدات الحشرية. ولكن تم إغلاق كل هذه الشقوق تمامًا في آخر تأهيل للكنيسة.
كبديل ، أنشأت مؤسسة هانز زايدل مشروعًا في عام 2019 لتركيب 73 صندوقًا للتعشيش على بعد 500 متر من المكان المقدس ، على جدار مدرسة قريبة تسمى تيراسنطا. من خلال المشروع يشارك طلاب المدرسة والكشافة في دورات تدريبية حول الحفاظ على الطبيعة (مشروع مستمر). و في كل عام يقيمون حفل ترحيب لاستقبال هذه الطيور وصيانة موقع التعشيش. نجح المشروع وأصبح موقعًا تعليميًا للطلاب الآخرين من جميع أنحاء فلسطين ليأتوا ويتعلموا عنه. نرى ان الموقع سينمو أيضًا كنقطة مهمة لمراقبة الطيور أو كوجهة للسياحة البيئية الداخلية و الوافدة ، وبذلك ستساهم في التنمية الاقتصادية المحلية لبيت لحم.
ولقي مشروع الحماية هذا اهتماما من قبل وسائل الاعلام المحلية والعربية والترويج للمنطقة كموقع سياحي جذاب للحفاظ على البيئة، فضلاً عن كونه رمزًا للحفاظ على الحياة البرية وبهذا تكون الصناديق عملت على مساعدة السمامة ورفع الوعي البيئي في المجتمع المحلي بأهمية حماية الطبيعة.و شارك ذوي العلاقة بالمشروع وقد اكتسبوا المعرفة حول أهمية تطوير مواقع للسياحة البيئية اقتصاديًا وبيئيًا.
و في عام 2020 ، قمنا بتنفيذ أول معرض للتنوع البيولوجي في ساحة كنيسة المهد لزيادة الوعي البيئي للمجتمع مع شريكنا في وزارة البيئة وتحت رعاية رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتية. و الجدير بالذكر ان هذا المشروع من أوائل المشاريع المحلية في الأراضي الفلسطينية التي تحمي الطيور وتعمل على تعزيز الوعي.
الشركاء: الجمعية الفلسطينية للبيئة و التنمية المستدامة ، سلطة جودة البيئة، مدرسة و كشافة تيراسنطا