مسار طولكرم- مقام بنات النبي يعقوب

المسار في مدينة طولكرم، بداية من متحفها ونحو مقام بنات النبي يعقوب، وانتهاءاً بضاحية شويكة.

جولة عبر المسار:

يبدأ هذا المسار من وسط مدينة طولكرم، بجولة في المتحف الذي تشرف عليه وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، ويتميز بناء هذا المتحف بحجارته المزخرفة وسقفه القرميدي والزخارف الحجرية، ويضم المتحف في جنباته قطعاً أثرية من عصور مختلفة، كما ويحتوي على قسم للتراث الشعبي الفلسطيني الذي يعرض اللباس الشعبي، والأدوات التراثية المستخدمة قديماً. أما في حديقة المتحف فيمكن مشاهدة (البد) الذي كان يستخدم في عصر الزيتون قديماً، إضافة إلى بعض الأعمدة الحجرية. يتوجه الزائر بالاتجاه الجنوبي نحو قرية ارتاح، ماراً بأسواق طولكرم القديمة وبعض مبانيها الجميلة ذات الطراز المعماري المميز، والتي تتكون من عدة طوابق، وتزينها شرفات ونوافذ ملونة تعبر عن البناء المتطور في المدينة في بدايات القرن الماضي. ومن ثم يتوجه الزائر جنوباً نحو القرية، والتي تبعد حوالي 3كم إلى الجنوب من مركز مدينة طولكرم، ليصل الى مقام بنات النبي يعقوب، وهو مكان ذو قيمة تاريخية ودينية، ويضم مبنى يتكون من طابقين، يعود الطابق السفلي إلى العصر الروماني وهو عبارة عن حمام، أما العلوي ذو قباب حجرية، ويعود للفترة المملوكية، وارتبط المقام بالروايات الشفوية المتعلقة بالنبي يعقوب وبناته، وايضا المكان الذي استراح فيه، ومنه جاءت تسمية ارتاح التي هي حاليا ضاحية من ضواحي مدينة طولكرم، ، وكانت النساء تزور المقام في مواسم أو مناسبات معيّنة، وتضيء الشمع به للحصول على البركات. ويوجد بالقرب من المقام بركتان متوسطة وصغيرة الحجم مبنيتان من الحجارة تعودان للعصر الروماني. ويوجد في ارتاح فرن تقليدي لصناعة الفخار، ويطلق عليه اسم الفخّارة.
ويستطيع الزائر الاستراحة في محيط المقام؛ لاحتوائه على متنزه مزروع ببعض الأشجار، ومن ثم يتوجه الزائر إلى وسط القرية ليشاهد آثار معصرة العنب الرومانية المبنية من الحجارة والمرصوفة بالفسيفساء البيضاء، وبالقرب من الموقع مجموعة من الآثار والمغائر. ويعود الزائر إلى طولكرم شمالاً، ويصل إلى ضاحية شويكة عبر السهول الغربية لقرية ذنابة، (الضاحية الواقعة على بعد 3كم تقريبا إلى الشمال من مدينة طولكرم، وتضم محطتين هامتين للمسار، الأولى إلى منطقة خضوري، وهناك إحدى محطات سكة خط الحجاز، وآثارها الباقية إلى اليوم).
ويتوجه الزائر إلى مقام الشيخ غانم (وهو عبارة عن زاوية بناها الشيخ غانم، المعروف عنه بالتقى والورع وقد دفن فيها بعد وفاته، ولقد اعتبره الأهالي من الأولياء الصالحين، وصار مزاراً لأصحاب الحاجات في المنطقة، وهو أحد المقامات الصوفية المملوكية الهامة، يحتوي على غرفة رئيسة وقبور، وحولها ساحة سماوية تضم قبوراً قديمة لا يعرف جميع أصحابها، إضافة إلى قبور حديثة لأبناء عائلة الغانم، ومنهم من قضى شهيداً). ينتهي المسار في هذه المنطقة، ويمكن أن يحصل الزائر على الاستراحة هنا، ويتناول المأكولات الشعبية فيها، أو أن يعود إلى طولكرم ويتعرف عليها أكثر.

أماكن قريبة:

طولكرم:
تعتبر المدينة تاريخياً موقعاً ذو أهميّة تجارية وعسكرية؛ فطولكرم مُلتقى الطُّرق التجاريّة وممراً للغزوات الحربيّة، كما أنّها مركز للمواصلات البريّة بين الساحل والطرق الواصلة ما بين نابلس وجنين. تتميّز منطقة طولكرم بخُصوبةِ التُربة، ووفرة المياه فيها، وهذه الظروف أدّت بشكل كبير لنمو مدينة طولكرم وتطوّرها عبر العصور. كما يوجد في محافظة طولكرم جامعة فلسطين التقنية - خضوري- وهي إحدى مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، وهي الجامعة الحكومية الأولى والوحيدة في الضفة الغربية، تأسست عام 1930 م كمدرسة زراعية لخدمة المجتمع الفلسطيني، ثم تطورت لتصبح كلية تقدم برامج الدبلوم في العديد من التخصصات، وأصبحت لاحقا تقدم البرامج التقنية بمستوياتها المختلفة (الدبلوم والبكالوريوس). وأبرز المباني التاريخية في مدينة طولكرم مبنى السرايا الحكومي (حالياً مركزاً للاستعلامات السياحية)، ومبنى البريد والبرق العثماني (حالياً متحف طولكرم) .

قرية ارتاح:
تربط الرواية الشفوية أن أصل تسمية ارتاح يعود إلى كونها المنطقة التي أقام فيها سيدنا يعقوب وبناته وارتاحوا فيها وهم في طريقهم إلى مصر، ويقال أيضا ان التسمية جاءت من كونها مكاناً لراحة القوافل التجارية أثناء ترحالها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب بإتجاه موانئ البحر الابيض المتوسط. وتضم القرية في مركزها التاريخي عدد كبير من الأبنية التقليدية ذات الملامح والسمات المملوكية والعثمانية، وأبنية حديثة تزاحم الأبنية التقليدية، وأشهر معالمها التراثية هو مقام بنات النبي يعقوب.

التنوع الحيوي:

تعتبر منطقة طولكرم وقراها مناطق غنية بالتنوع الحيوي، وتتبع مناخ البحر الأبيض المتوسط، ويوجد في المنطقة وديان رئيسة تتجمع فيها مياه الأمطار التي تسيل غرباً، مما يجعلها منطقة جاذبة للطيور المقيمة منها والمهاجرة، وسجلت فيها مشاهدة الطيور المغردة كالوروار، وأبو زريق، وعصفور الشمس الفلسطيني، إضافة إلى اليعاسيب والفراشات. وتنمو في أراضي المنطقة نباتات الزعمطوط، واللوف، والخبيزة، والنرجس البري، وشقائق النعمان وغيرها.