مسار محمية تياسير
وصف المسار: على شكل حذوة فرس في منطقة محمية تياسير بين طوباس وتياسير.
الأقاليم والنظم البيئية: إقليم البحر المتوسط
جولة عبر المسار:
يبدأ المسار في نقطة على الطريق التي تمتد من طوباس باتجاه قرية تياسير على بعد حوالي 1.5 كم، بالقرب من قرية عقبة تياسير.
يبدأ الزائر في المسار من السهل المقابل لعقبة تياسير، والذي يرتفع حوالي 350 م عن مستوى سطح البحر، والواقع في منطقة مفتوحة غرباً، والجو في هذه المنطقة عليل يتبع مناخ البحر الأبيض المتوسط، وفيه نسمات باردة منعشة للزائرين، وتبعاً لها تجد الطبيعة التي تزدهر وترسم أجمل اللوحات.
ويصعد الزائر نحو قمة عقبة تياسير، ويمر عبر السفح الذي يطل جنوباً على سهول طوباس، التي تمتاز بخصوبتها واتساعها، وما زال الزائر يستمتع بأجواء منعشة باردة -إلى حد ما- وهو يواصل الصعود عبر هذا السفح ومن حوله غطاء نباتي مميز يسحر لب الناظرين. في منتصف المسار تقريباً يصل الزائر إلى حرش تنمو فيه كثير من الأشجار الطبيعية مثل: الصنوبر، والسرو، والخروب، والسدر، والرتم، والزعرور، وغيرها، ويعرف باسم حرش تياسيروهو محمية طبيعية. ويمكن للزائر الاستراحة في ظل الاشجار
وتناول وجبة طعام، وهو يراقب الطبيعة في نظامها الحيوي المتناسق على امتداد النظر. وفي نقطة الالتفاف شمالاً تكون المنطقة تشرف على الأغوار شرقا وعلى السهل الساحلي الفلسطيني غربا، لذا ينصح الزائر بأخذ استراحة قصيرة يغذي فيها نظره بالمشهد الطبيعي الجميل. وعندما يسير الزائر باتجاه الشرق يشعر بارتفاع بسيط في درجة الحرارة لكونه يقترب من منطقة الأغوار الشرقية. سيلتف المسار في هذه النقطة على شكل حذوة فرس، ليعود عبر السهل ومن ثم إلى السفح المجاور.
يقطع الزائر السهل بين القمتين المتقابلتين، ويبدأ بالصعود إلى السفح الجنوبي للقمة الثانية، والتي يصل ارتفاعها حوالي 450 م عن مستوى سطح البحر، بحيث يكون على أطراف حرش كبير، يمتد تقريباً على كامل مساحة هذه القمة، وتصل مساحته حوالي 12000 دونماً تتميز بالغطاء النباتي الشجري مثل الرتم و السريس و الخروب في الموقع البيئي المصنف ضمن المنحدرات الشرقية، وهنا يمكن للزائر الحصول على استراحة ثانية، وربما هي استراحة هامة لمشاهدة الطيور المختلفة في المنطقة، ولالتقاط بعض الصور، وترتيب الذاكرة، وحفظ المشهد الجميل في مكان غير قابل للنسيان.
تنتهي أطراف الحرش الشمالية بالقرب من مدخل قرية تياسير، وعلى بعد حوالي 700 م من مدخلها الجنوبي، وينتهي المسار على الطريق العام مجدداً.
أماكن قريبة:
قرية تياسير
ارتياد مسار عقبة تياسير لا يقل جمالاً ولا دهشة من القيام بجولة في قرية تياسير القريبة من نهاية المسار، ففي هذه القرية قد يستعين الزائر ببعض الخدمات المتوفرة للحصول على قسط من الراحة، لتتجدد لديه الرغبة برؤية المزيد، والتمتع بمنظر العمارة التقليدية. واشتق اسم القرية من أصله الكنعاني، فكانت تسمى أشيد، أو تي آسير، ومعناها البلد السعيد، وفيها معاصر زيت الزيتون القديمة، والكهوف الطبيعية، ومختلف المعالم الأثرية، ومستحاثات البقوليات كالعدس والترمس المتحجرة والتي تغطي بعض الصخور الكبيرة في الحرش الذي تركه الزائر خلفه في نهاية المسار.
إنها قرية تياسير، والتي يسميها أهالي المنطقة بوابة المشاريق، وذلك للاختاف الكبير في درجات الحرارة للقادمين شرقاً، حيث يبدأ الانخفاض في درجات الحرارة عند الوصول نحو القمم الشجرية فيها. وفي القرية، مغارة الدموع -كما يسميها الكثيرون - وهي مغارة عبارة عن تجويف طبيعي، تصل مساحتها إلى حوالي 15 متراً مربعاً، وارتفاعها في أقصاه يصل إلى 2م.
وفيها التكوينات الرسوبية التي تشكلت عبر آلاف السنين، على شكل صواعد ونوازل، وما زالت هذه المغارة قيد الاكتشاف واتخاذ تدابير السامة والأمان من وزارة السياحة والآثار قبل افتتاحها للجمهور.
التنوع الحيوي:
تعتبر هذه المنطقة جزءاً من السلسة الجبلية الشمالية وتطل سفوحها الغربية على البحر الأبيض المتوسط، وتسمى جبالها هضبة مجازا، بينما تنحدر سفوحها الشرقية نحو البحر الميت وغور الأردن. ويحيط بالقرية مجموعة من الجبال كجبل السالم، وصافح، والخلايل، ومراح العرب، والتي قد ترى فيها في بداية الربيع نبتة سوسن فقوعة، والزهرة الوطنية لدولة فلسطين، وقد كانت ذات يوم ترتوي من مياه عين سالمة، والتي تمتد في منبعها الى عين وادي المالح. وكانت هذه العين وحتى بداية ثمانينات القرن الماضي مصدراً للشرب، وسقاية الماشية، ولري المحاصيل ، ولكن الاحتال الاسرائيلي عمل على سحبها ليحيلها منطقة جافة، وينتهي وجود هذه العين من الطبيعة ولم ينتهي من الذاكرة.
تحتوي المنحدرات الشرقية لمنطقة طوباس بشكل عام على غابات الخروب، والسريس، والعناب الطبيعية وأشجار الصنوبر المزروعة، تبعاً لمناخ شرق المتوسط، والشجيرات متساقطة الأوراق، كالرتم، والنبق والتابعة للمناخ الإيراني الطوراني. تعتبر هذه المنطقة الطبيعية مكتملة الأركان، حيث يوجد فيها من الصفات المناخية والطبيعية ما تحتويه قارة بأكملها –إن جاز لنا التعبير ، ففي فصل الربيع تغطي الأزهار مساحات واسعة منها، مثل: السوسن بانواعه ، الحنون، والأدونيس، والأقحوان، ونجمة مريم، والحبق، والرقمة وغيرها.
تشاهد في سماء المنطقة الطيور المهاجرة والمقيمة منها: الزريقي، وطائر المينا الشائع، واليمام المرقط، والصرد الأحمر، واليمامة المطوقة، البوم الصغير، والشنار، والسودة، والكروان، والهدهد، وعصفور الشمس الفلسطيني الطائر الوطني لدولة فلسطين، وغيرها من الطيور. ورصد في المنطقة غزال الجبل الفلسطيني، والثعلب الأحمر، والوبر الصخري، والضبع وغيرها من الحيوانات، وخاصة في المناطق البعيدة عن السكان عبر الجبال والوديان شرق المسار.

©حقوق الصور محفوظة لموقع محميات