مسار مار سابا
المسار الديني الهام في برية شرقالقدس، من دير مار سابا عبر وادي قدرون شرقاً.
الأقاليم والنظم البيئية: ينتمي الى الاقليم الصحراوي و كلما اتجهنا شرقا نقترب من اقليم التغلغل السوداني
جولة عبر المسار:
يبدأ هذا المسار على بعد حوالي 4كم شرق بلدة العبيدية، فيصعد الزائر فيه قاطعاً جزءاً من امتداد وادي قدرون (وادي النار)(والذي يبدأ من وادي الجوز غرباً في مدينة القدس، ويأخذ اسم وادي ستنا مريم من سلوان ثم يسير إلى ان ينتهي في البحر الميت)، وهو عبارة عن انحدار طبيعي حاد، وقطوع صخرية عالية على جانبيه، ويبدأ بصعود تال شبه صحراوية تميز مناطق السفوح الشرقية في جنوب الضفة الغربية، ويستمر بالتحرك نحو الجنوب الشرقي حتى يصل في أقصى ارتفاع إلى 300 م عن مستوى سطح البحر، وتكون الطرق ترابية شبه ممهدة سهلة الحركة، وفي غالبية الأحيان يرى مجموعة من الجمال ترعى نباتات النتش، وخرفيش الجمال في المنطقة.
ويبدأ الزائر باستشراف دير مار سابا (وهو جزئياً منحوت في الصخر)، أقامه القديس سابا في القرن الخامس الميادي بعد أن دلته السماء بعامود من النور على موقع إقامة الكنيسة، ويمتاز الدير بمجموعة من الأبواب، والممرات الضيقة، والسراديب والقباب، وتحيط به أشجار الزيتون والليمون؛ وهو مكان اعتزل به العابدون في أكثر من 110 مغارة تحيط بالدير، وظلّ فيه القديس والرهبان حتى بنوا الدير الذي نراه اليوم، ويحافظ الرهبان فيه على أسلوب حياة لم يتغير منذ زمن الإمبراطور قسطنطين. ولا يزال الدير يحتفظ بالعديد من تقاليده الخاصة، ومن أهمها فرض القيود على دخول النساء.
ويشرب الرهبان والزوار من عين ماء مقدسة تنبع من تحت الدير، ويحيط به درج قديم، ويمكن للزوار رؤية امتداد وادي قدرون من هذا الدير. وهذا الوادي تسيل فيه مياه الأمطار الهاطلة على السفوح الشرقية لجبال القدس في فصل الشتاء، وهو يشكل مكاناً طبيعياً للنباتات والطيور وأشكال الحياة المختلفة. في قمة الجبل المشرف على الوادي، يتمتع الزائر بمطلة مميزة تشرف شرقاً با حدود على الوادي وأشكال الحياة المختلفة، وتكشف الرؤية حتى الأغوار ومرتفعات الأردن شرقاً. يستمر الزائر شرقاً حتى ينتهي المسار به بالقرب من طريق معبد في سهل، يسميه الأهالي المحليون ب “البقيعة”. ويرتبط هذا الطريق بمقام النبي موسى شمالاً، ويعد مركزاً ثقافياً وسياحياً وتاريخياً هاماً، يمكن للزائر الاستمتاع بزيارته، والاستراحة في جنباته والاستفادة من خدماته في نهاية المسار. وخال هذا المسار يسير الزائر في رحلة خطّها القديسون في سبيل العبادة والاعتزال في سفوح شرقية شبه صحراوية من المنطقة المنحدرة من جبال بيت لحم، حيث مولد السيد المسيح، في ظال حكايا المياد وتعاليم الرهبنة القديمة.
أماكن قريبة:
قرية العبيدية
تقع العبيدية إلى الشمال الشرقي من مدينة بيت لحم، ويمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة عدد من المواقع والمعالم التاريخية والأثرية الموجودة في أراضي القرية، منها دير مارسابا ودير ابن عبيد الذي بناه القديس ثيودوسيوس في القرن الخامس الميادي ، وكذلك خربة المرد (قلعة هركانيا) الواقعة إلى الشمال الشرقي من دير مار سابا، والتي سكنت بشكل رئيسي خال الفترة الرومانية والبيزنطية وفيها بقايا كنيسة بأرضية فسيفسائية، وجدران بيوت قديمة، وآبار لتجميع المياه الشتوية، ومدافن محفورة في الصخر، وبقايا قناة مياه.
مقام النبي موسى
يقع المقام على بعد 20 كم شرق مدينة القدس، وهو موقعاً للزيارة السنوية منذ زمن صاح الدين الأيوبي، في موسم يسمى موسم النبي موسى. يتكون بناء المقام من فناء كبير تحيط به أكثر من مائة وعشرين غرفة، وفيه المسجد الرئيس، ومئذنته المطلة على وادي الأردن. يعتبر هذا المقام نموذجاً رائعاً لفن العمارة الإسامية خال الفترتين الأيوبية والمملوكية، ويتكون من عدة طوابق، وتعلوه قباب عدة، ويحتوي الموقع غرفة صغيرة تضم ضريح النبي موسى، وتبلغ مساحة المقام حوالي خمسة آلاف متراً مربعاً، وتمتاز منطقة المقام بالمناظر الطبيعية الفريدة.
التنوع الحيوي:
يتبع الموقع ضمن الإقليم شبه الصحراوي، وتظهر في المنطقة نباتات ذقن الوعل، والنتش، وخرفيش الجمال، والشيح، والزعتر وغيرها. وتعتبر المنطقة مهمة للطيور الجارحة، مثل: الرخمة المصرية، والعويسق الذي يعشش في المنطقة، وعقاب الثعابين، وطيور أخرى مثل الحجل الرملي، والحسون التفاحي، وقليعي أسود الذيل، وبعض الحيوانات مثل الوبر الصخري، والذئب الرمادي، والضبع.
©حقوق الصور محفوظة لموقع محميات