مسار المخرور- بتير
وصف المسار: يبدأ من وادي المخرور شرقاً إلى قرية بتير، مروراً بمناطق تراث عالمي.
الأقاليم والنظم البيئية: إقليم البحر المتوسط
جولة عبر المسار:
يبدأ المسار غرب مدينة بيت جالا، على بعد حوالي 2كم من مركزها، في وادي ذي قيم طبيعية وثقافية هامة يسمى وادي المخرور، والذي هو جزء ملف تسجيل على لائحة التراث العالمي، وسمي بهذا الاسم نتيجة خر المياه من منطقة العين الجبلية إلى الوادي، وفي هذه النقطة الأقرب إلى بيت جالا يسميه الأهالي منطقة عين كبريان ، وهي عين توجد في المكان، ومن هنا يبدأ الزائر مساراً طبيعياً غاية في الجمال، باتجاه قرية بتير إلى الغرب.
ويعتبر أحد أهم مناطق بيت لحم الغنية بالتنوع الحيوي، حيث يمكن للزائر الاستمتاع بمشاهدة العديد من أصناف الحيوانات، والطيور والأشجار، مثل: النيص الهندي المتوج، والخلد، والوبر الصخري، والغزال، وغرير العسل؛ ونسر الثعابين، وصياد السمك أبيض الصدر، والحجل، وعصفور الشمس الفلسطيني، والهدهد، والشقراق الأوروبي، والشحرور؛ وأشجار البلوط، والملول، والسريس، والزعرور، والسويد، والعبهر، والصنوبر الحلبي، والخروب، والطيّون، والزيتون، والتين، والكرمة، والاجاص. وكما يستهوي هذا الوادي ومحيطه القريب الزائرين في الوقت الحاضر فقد جذب الإنسان في العصور القديمة لتأسيس قرى ابتداءاً من العصر البرونزي المتوسط وحتى الفترات الإسامية المبكرة، والتي يمكن مشاهدة انقاضها والتمتع بقيمها الثقافية، والتاريخية. يسير الزائر عبر وادي المخرور، ويستمر بالسير في الوادي حتى منطقة القصير، المطلة على المدخل الشرقي لبتير من منطقة المخرور، وتنتشر في المنطقة القصور الزراعية (المناطير) التي استخدمت للمراقبة اثناء المواسم الزراعية، ويطل الزائر شمالاً على وادي تمر به سكة الحديد، أقامها العثمانيين عام 1892 ، والتي جرى تحديثها لاحقا وصولا لوقتنا، وكانت تربط مدينة القدس مع يافا، وهي تمر في قرية بتير والتي كان لها محطة في القرية.
ويصل الزائر عين عمدان، وأمامها توجد بركة مربعة، وتتدفق المياه من الصخور داخلها، وترتبط بقنوات تروي الحقول الزراعية، وبعض هذه القنوات قديم محفور في الصخر وأجري عليه ترميمات في فترات مختلفة. تنمو الأشجار الحرجية في منطقة العين، وتشكل واحة صغيرة خلاّبة تسر الناظرين، وتستهوي أنواعاً كثيرة من الطيور لبناء اوكارها على اغصانها. ويستمر الزائر بالمسير في طريق متباين الاتساع والتضاريس، مطاً على سناسل حجرية (جدران زراعية)، التي بناها الإنسان منذ آلاف السنين، ابتدأ من الفترة الكنعانية ثم الرومانية، وصولا لبعض الترميمات التي تحافظ على هذا النظام، بهدف الاستفادة منها وزراعتها ومنع انجراف التربة. ويصل الزائر الى قرية بتير، ويزور نواة القرية القديمة، وفيه حوش السبع أرامل، ويتعرف على تاريخها وشخصياتها التي ساهمت في صمود أهلها، ويزور المتحف البيئي، وعين بتير(عين البلد)، والبركة، والمدرجات الزراعية، ومقاماتها، وسكة الحديد، والخربة التي سكنت خال العصر البرونزي والروماني.
أماكن قريبة:
قرية بتير
تبعد ستة كيلومترات إلى الغرب من مدينة بيت لحم، وسبعة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة القدس، وكانت إحدى محطات سكة القطار الذي يربط مدينة القدس مع يافا، وكان يمر من بتير الطريق التجاري القديم الذي يربط القدس وغزة. ويرجع أصل تسمية بتير إلى اللغة الكنعانية أو الفينيقية والتي تعني بيت الطير بسبب كثرة الطيور التي تعيش فيها بسبب طبيعتها الخلابة، وهنالك من يرى بأنها تعود للفعل الثلاثي في اللغة العربية بمعنى بتر أو قطع. سكنت بتير خال الفترة الكنعانية المعروفة بالعصر البرونزي الوسيط، واستمر السكن فيها حتى وقتنا الحاضر. كانت بتّير في عهد الرومان قلعة حصينة، وعثر فيها على نقش يشير إلى المعسكر الروماني الذي أقيم فيها خال فترة حكم الامبراطور هدريان حوالي 132 - 135 م.
تتميز بتير بمدرجاتها الزراعية وببساتينها الخضراء، وتمتلك القرية العديد من العيون المائية ومن أهمها عين البلد، عين جامع، عين عمدان. ويمثل الموقع والمناطق المحيطة به من المدرجات الزراعية ونظام الري نموذجا بارزا لسكن الانسان بالقرب من مصادر المياه، والتكيف مع طبيعة الأراض لاستخدامها في الأغراض الزراعة. أدرجت المدرجات الزراعية في بتير على لائحة التراث العالمي في عام 2014 ، تحت عنوان: فلسطين ارض الزيتون والعنب - المشهد الثقافي لمنطقة جنوب القدس، بتير، ويعتبر هذا الموقع معلما نموذجيا اساسيا للمشهد الثقافي في جبال فلسطين الوسطى التي تمتد من مدينة نابلس شمالا حتى الخليل جنوبا. اهتمت السلطة الوطنية الفلسطينية بإدراج بتير على قائمة التراث العالمي لمنع إقامة جدار الفصل العنصري على أراضيها، ويتضمّن المنظر الطبيعي سلسلة أودية زراعية ومدرّجات حجرية عمرها مئات السنوات تعود للفترة الرومانية والكنعانية، والتي بنيت بسبب البيئة الجبلية للمنطقة، واستخدمت القنوات المائية لري الأراضي الزراعية المحيطة بينابيعها. وتشتهر بتير بالعديد من المزروعات المروية وأهمها الباذنجان البتيري، ويوجد في القرية نموذجا فريدا في تقسيم المياه للزراعة بين عائلاتها الثمانية وفق نظام عادل فيما بينها.
تحتوي القرية والمشهد الثقافي المحيط به على الوديان التي تمتد من وادي المخرور قرب بيت جالا، إلى قرية حوسان، بالإضافة إلى المدرجات الزراعية الواسعة، والينابيع، وأنظمة الري، ومعاصر الزيتون والمواقع الأثرية القديمة (الخرب)، والمقامات، والقصور الزراعية (المناطير) التي استخدمت للمراقبة أثناء المواسم الزراعية.
مسار عين الهوية
يبدا المسار من قرية حوسان حيث يوجد في المنطقة حوالي أحد عشر ينبوع ماء، أشهرها عين الهوية وعين البلد (عين العمود) وعين السخونة وعين العروس، وهي منطقة مدرجة ضمن ملف ترشيح بيتير على لائحة التراث العالمي العالمي، حيث نظام المدراجات الزراعية الفريد وبساتينها الخضراء. وأجمل العيون هي عين الهوية، وبها مغارة ينبع من سقفها الماء، وفيها الصواعد والهوابط الجميلة، وأمام مدخلها بركة لتجميع المياه، ومن ثم ينتقل الزائر ليزور عين جامع في قرية بيتر، ويكمل طريقه ليتعرف على قرية بيتر ومسار المخرور المذكور سابقا.
التنوع الحيوي:
يشمل الغطاء النباتي على العديد من أنواع الأشجار، مثل: الزيتون، واللوزيات، والتين، والمشمش، والجوز، والخروب، والبلوط وغيرها. كما وتكثر فيها النباتات الموسمية مثل: الأقحوان، وشقائق النعمان، والخردل. ويوجد فيها أنواع كثيرة من الطيور، مثل: الشحرور، المميز في ساعات الصباح بتغريده، وأبو الحناء، والسمنه المغرده، وعصفور الشمس الفلسطيني، والبلبل، ونقار الخشب السوري.
©حقوق الصور محفوظة لموقع محميات